غني عن البيان ما يمره عديد من بلدان الوطن العربي من أوضاع غير مسبوقة في تاريخها، بالنظر إلى ما أنتجه ما عرف بالربيع العربي. كما أنه غني عن الذكر ما اعتور هذه البلدان من أزمات وصراعات وتفتت، ناهيكم عن الخسائر التي لا حصر لها.

وقبل أن نلقي باللائمة على العالم الخارجي، باعتباره، لدى كثيرين، المسبب لهذه الأوضاع. حري بنا أن نلوم أنفسنا وأوضاعنا، فما فعلته بنا اتفاقيات اعتبرناها سبباً في تقسيمنا، الأحرى أن نطوي صفحتها، حتى لا تظل ذريعة نعلق عليها ما آل لدينا من أوضاع. كما أن الجماعات التي نبتت ونمت في أقطارنا وما أفرخته من آثار، لا يجدر أن تظل “شماعة” تحمل قصورنا لمواجهتها والظهور على تلك الآثار.

حقاً لقد وصمت الأوضاع غير العادية عبر السنوات الماضية نظم المنطقة بالتفتت، وطفت على السطح هويات طائفية لها ما لها من توجهات وانتماءات، لكن وقفة مع ذاتنا قد حان أوانها لنراجع ما نحن فيه، وأين تقف نظمنا ومجتمعاتنا من نظام ديمقراطي، ونظام آخر تربوي يعتمد وينتهج التفكير الناقد، وقبول الآخر، والتسامح والتعددية والتنوع.

أصبح الأمر يدعو، وبإلحاح إلى حوار شامل وجاد يفضي إلى مواطنة متساوية وحاضنة للتنوع في المجتمع بكافة أطيافه، في سبيل غدٍ أفضل.

أصدقاء منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الإثنين 6 من تشرين الثاني 2017، في محاضرة الدكتور مروان المعشر “بناء الهوية الوطنية الجامعة”، يقدمه فيها ويدير الحوار مع الجمهور د. باسم الطويسي.

*الدعوة عامة.