أن المثيـر حقا في وجـوه كائنـات جـوابرة، سـواء الفـردية أو المتـعددة، أنها تكـاد، جميعها، أن تختزل ملامح شخصـية واحدة، ليس فقط بالنــظر إلى أشكالها وأحجامها المتشابهة، وإنما أيضا من حيـث تطـابق قسماتها الثابتة وتعابيرها الصارمة، الأمر الذي يعطي الانطباع بأننا أمام حالة من الإحساس المشترك، الذي يتجــاوز الطبيعة الفردية الخاصة إلى المشــترك الجمــاعي أو الإحســاس العام.
ربما ذهب بنا التمثل البسيط إلى تفسير هذا الأمر ببعض ما تختزله ذاكرة الفنان الشخصية ولا شعوره الخاص، من قسوة وظلم وطغيان يطال شعبه وبلده الواقعين تحت بطش الاحتلال، لكننا نفضل أن تجنح بنا رحمة التأويل، أبعد من ذلك، أي إلى ما نعتبره مشتركا إنسانياً تجاه واقع الخذلان، الذي يصيب الإنسان جراء عدم قدرته على ضمان موقع حياة فوق هذه الأرض التي ليست لأحد، وهو ما يعكس حالة من الضعف والتشظي والوهن، التي أصبحت تهدد الكائن وتتوعده بالفناء.
عزيز أزغاي – ناقد فني








Leave a Reply