تمر المنطقة العربية بزمن غدا فيه الحديث عن واقعها ومستقبلها يشوبه كثير من الشك المصحوب بالقلق والاكتئاب -إن صح القول- في ضوء هذه الحالة التي لم تعرفها على مدى تاريخها الطويل. وما يزيد الأمر سوءاً ولوج هذه الأمة بوابة القرن الحادي والعشرين بهذه الحال.
يحاول المفكر العربي د. علي أومليل رصد معالم الواقع العربي الجديد منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. فأمام بلدان عربية انهارت فيها الدولة، وأخرى تحاول مواجهة الإرهاب، وتجعل من الأمن هاجسها الأول، تصبح الدولة الأمنية مقدمة على الدولة الديمقراطية. والسؤال هنا لماذا لم يحصل انتقال ديمقراطي بعد سقوط أنظمة استبدادية في بلدان الربيع العربي (باستثناء نسبي في تونس)، كما حصل في بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية، بل وفي إفريقيا بعد سقوط أنظمتها الدكتاتورية؟ هل السبب هو عدم حل إشكالية إصلاح الفكر الديني، على الرغم من أن هذه الإشكالية بدأت منذ أكثر من قرنين من الزمان وتصدى لها رواد الاصلاح؟
لماذا لم ترسخ الدولة الوطنية الديمقراطية بقيمها ومؤسساتها؟ لماذا لم تصبح المواطنة هي الهوية الجامعة العابرة للهويات الطائفية والمذهبية والعشائرية والإثنية.
إلى أين نمضي .. هل إلى الأسوأ، أم إن هناك بارقة أمل للحديث- على الأقل- عن الوحدة، ولم الشمل العربي، وأمة عربية واحدة؟ ما من شك في أن العرب قد مروا- أيضاً عبر تاريخهم- بأزمان وفترات صعد فيها المد القومي تارة ثم انكفأ، كما علت فيها نعرات التجزئة، وما لبثت أن انكفأت هي الأخرى، إلى زمن تأصلت فيه هذه التجزئة وأطلت على العرب برأسها القبيح.
هذه التساؤلات وغيرها حول الوضع العربي الراهن، يحاول المفكر العربي الدكتور علي أومليل طرح إجابات عنها وذلك في محاضرته التي تعقد في منتدى شومان في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 4/12/2017. يقدمه فيها ويدير الحوار مع الجمهور الدكتور طاهر كنعان.
الدعوة عامة
Leave a Reply